في 9 سبتمبر 2025، شنت إسرائيل غارة جوية على مقر قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تحديدًا في بناية سكنية في منطقة “ليقطيفية” أو “وادي رضوان”.
الغارة استهدفت اجتماعًا لقيادات حماس كانوا يناقشون اقتراحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار مع وساطة قطرية.
النتائج والأضرار
• أسفرت الضربة عن مقتل ما لا يقل عن خمسة من أعضاء حماس، بينهم ابن قيادي مهم، بالإضافة إلى ضابط أمني قطري.
• لكنّ القادة الكبار الذين كانوا الهدف الرئيسي للعملية نجاوا منها، حسب ما أعلنته حماس.
• الضربة سبّبت صدمة كبيرة على مستوى الدبلوماسية، وأثّرت على مسار مفاوضات وقف النار وتبادل الأسرى.
الموقف الرسمي وردود الفعل
• قطر أدانّت الضربة بشدة، ووصفتها بأنها انتهاك لسيادتها، وطلبت مساءلة قانونية ودولية لمنفذيها.
• حماس اعتبرت أنّ العمل يمثّل خرقًا واضحًا لمجريات التفاوض، وأنّه استهداف مباشر لجهود الوساطة.
• إسرائيل دافعت عن العملية، معتبرة أن بعض قيادات حماس تستخدم قطر كمعقل للتنسيق والتفاوض لكنها في الوقت نفسه تشكّل خطرًا، وأنها “هدف مشروع” في سياق ما تراه عمليًا لكبح نشاط الحركة.
• على الصعيد الدولي، أثارت الضربة انتقادات من بعض الدول والمؤسسات التي اعتبرت أنها تخاطر بتصعيد المنطقة، وبأنها تنتهك مبادئ القانون الدولي وحق الدول في السيادة.
الدلالات والتحليل
1. تحدٍّ للدبلوماسية والوساطة
ضرب قيادات حماس في دولة وسيط كقطر يُرسل رسالة مفادها أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات عسكرية حتى لو كان الطرف الآخر يعمل على مفاوضات. هذا قد يُضعف ثقة الدول الوسيطة وقد يُعقّد أي جهود لاحقة لإيجاد حل سلمي.
2. الرسالة الداخلية الإسرائيلية
من الداخل، الضربة تعكس رغبة الحكومة الإسرائيلية بالتصعيد وإظهار قدرتها على التوصل إلى “قادة” خصومها حتى خارج حدودها، وهو ما يُستخدم في خطابها الداخلي لتأكيد الأمن والسيطرة.
3. المخاطر القانونية والسياسية
الهجوم على أرض دولة ذات سيادة يثير تساؤلات قانونية كبيرة، خصوصًا فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني، خاصة أن هناك ضحايا من المدنيين وعضو أمني قطريّ. كما أن ذلك قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية وتبعات سياسية في المنطقة.
4. تبعات على المفاوضات وملف الأسرى
بما أن الضربة أتت خلال مناقشات حول مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فبالغالب قد تُعتبر عقبة أمام التوصل لاتفاق. التنسيق المشترك يدخل منطقة حساسة، مثل هذا العمل قد يولد عدم ثقة بين الأطراف المعنية.
5. أثر على صورة إسرائيل الدولية
بينما بعض الحلفاء قد يساندون الضربة لأسباب أمنية، فإن الضربة تُعرض إسرائيل لانتقادات واسعة بشأن احترامها للسيادة، والضمانات لحماية المدنيين وحقوق الإنسان، مما قد يؤدي إلى عزلة دبلوماسية جزئية أو ضغوط من المنظمات الدولية.
الأسئلة المفتوحة
هل كانت المخابرات الإسرائيلية متأكدة بنسبة كافية من مكان وتوقيت الاجتماع بحيث يكون الفعل قانونيًا بموجب الأعراف الدولية؟
ما مدى التجاوب أو عدم التجاوب من الجانب القطري بعد الضربة من حيث التعاون أو الضغط على حماس؟
كيف ستحسب إسرائيل تبعات هذه العملية على علاقتها مع دول الخليج، خصوصًا قطر؟
هل هناك تغيير في استراتيجية الوساطة الأمريكية أو دور الوساطة القطرية بعد هذا الحدث؟
الضربة الإسرائيلية التي استهدفت أعضاء من حركة حماس في قطر تمثل نقطة تحوّل مهمة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، ليس فقط من الناحية العسكرية، ولكن أيضًا من الناحية الدبلوماسية والتفاوضية. هي تعكس رغبة إسرائيل في استهداف القادة أينما كانوا، حتى داخل الدول ذات السيادة، لكنها تحمل مخاطر كبيرة من حيث القانون الدولي، الثقة في المفاوضات، والصورة الدولية.
إنها عملية بمفاعيل بعيدة المدى، وليس مجرد ضربة عسكرية مؤقتة، وقد تؤثر في المسار السياسي للنزاع، على الوساطة، وربما على التحالفات الإقليمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك