في خطوة قد تُحدث تحوّلًا جذريًا في مستقبل الطاقة المصري، أشارت تقارير ودراسات حديثة إلى أن مصر تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط الصخري، قد تجعلها من بين الدول الرائدة في هذا المجال خلال العقود القادمة. وبينما يُعرف عن مصر ثراؤها بالغاز الطبيعي في مناطق مثل البحر المتوسط ودلتا النيل، فإن دخول النفط الصخري إلى المعادلة يمثل إضافة نوعية للطاقة والاقتصاد القومي.
ما هو النفط الصخري؟
النفط الصخري هو نوع من النفط غير التقليدي، يُستخرج من الصخور الزيتية عن طريق تكسيرها هيدروليكيًا بوسائل تقنية متقدمة. تختلف تكلفة استخراجه عن النفط التقليدي، إلا أن التطور التكنولوجي خفّض الكلفة تدريجيًا، مما شجّع عدة دول على استغلال احتياطاتها، مثل الولايات المتحدة التي أصبحت من أكبر منتجي النفط عالميًا بفضل النفط الصخري.
أين تقع الاحتياطيات في مصر؟
تشير الدراسات الجيولوجية إلى وجود تراكمات ضخمة من الصخور الزيتية في مناطق مثل:
• الصحراء الغربية: خاصة في حوض فاغور، وسيوة، والوادي الجديد.
• شمال سيناء: حيث تمتلك مصر بنية جيولوجية واعدة لمصادر غير تقليدية.
• خليج السويس: رغم أنه معروف بإنتاج النفط التقليدي، إلا أن طبقات صخرية جديدة قد تحتوي على نفط صخري قابل للاستخراج.
تقدّر بعض التقارير غير الرسمية أن الاحتياطيات قد تصل إلى 20 مليار برميل، مع قابلية الزيادة بعد مزيد من المسح والتنقيب.
الفرص والتحديات
الفرص:
• تنويع مصادر الطاقة: إلى جانب الغاز الطبيعي، النفط الصخري يمنح مصر مرونة أكبر في خططها الطاقية.
• الاستثمار الأجنبي: اكتشافات بهذا الحجم تجذب شركات النفط العالمية، وهو ما ظهر في اهتمام شركات أمريكية وكندية بهذا الملف.
• نمو صناعي: زيادة الإنتاج تعني نمو الصناعات المرتبطة مثل التكرير والبتروكيماويات.
التحديات:
• تكلفة الاستخراج: رغم التطور التقني، ما زال النفط الصخري يتطلب استثمارات عالية وتقنيات متقدمة.
• البيئة: التكسير الهيدروليكي له آثار بيئية، مثل استهلاك المياه الجوفية وتلويثها إن لم تُدار العمليات بحذر.
• البنية التحتية: تحتاج مصر إلى تطوير شبكات نقل ومعالجة تناسب هذا النوع من الإنتاج.
موقف الحكومة المصرية
لم تُعلن الحكومة رسميًا عن حجم الاحتياطيات، لكنها أكدت في عدة مناسبات دعمها لاستكشاف الموارد غير التقليدية. وتعمل وزارة البترول والثروة المعدنية على تحديث خريطة الثروات الباطنية، بالتعاون مع شركات عالمية ومراكز بحوث متخصصة. وهناك إشارات إلى دراسات جارية في الصحراء الغربية وخليج السويس لتقييم الجدوى الاقتصادية للاستخراج التجاري.
خاتمة
إذا ما تم تأكيد هذه الاكتشافات وتطويرها بنجاح، فإن النفط الصخري يمكن أن يكون ورقة رابحة جديدة في يد الاقتصاد المصري. وبينما يسير العالم نحو مزيج طاقي أكثر تنوعًا، قد تكون مصر واحدة من اللاعبين الجدد في قطاع النفط غير التقليدي. لكن الطريق ليس سهلاً، ويحتاج إلى توازن بين استثمار الثروة وحماية البيئة وبناء القدرات التقنية الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا رأيك